الصفحة الرئيسية  متفرّقات

متفرّقات عاد بعد 4 قرون وتأثيره غامض.. حكاية المذنب الأخضر نيشيمورا حامل الثلج الذي زيّن سماء تونس

نشر في  12 سبتمبر 2023  (11:14)

ازدانت سماء تونس منذ أربعة أيام عند الفجر بظهور المذنب الأخضر أو "نيشيمورا" وجاءت تسميته نسبة لاسم الفلكي الياباني هيديو نيشيمورا الذي اكتشفه في 12 أوت 2023 في جنوب الكرة الارضية قبل أن تسهل رؤيته في بقية الكرة الأرضية وقبل ابتعاده عن الارض ومتابعة رحلته نحو الشمس، حسب ما بيّنه نائب رئيس الجمعية التونسية لعلوم الفلك، هشام بن يحي.

وأوضح، في تصريح لوكالة تونس افريقيا للأنباء، أن المذنب نيشيمورا ظهر عبر صور التليسكوب باللون الاخضر نتيجة لاحتراق ثاني أكسيد الكربون وسيقرب للشمس في 18 سبتمبر الجاري لمسافة تصل الى 33 مليون كلم وهي تعتبر مسافة قريبة حسب تقديره.
والمذنبات، وفق بن يحي، هي كرات من الغازات المتجمدة في النواة وتكمن اهميتها في رحلتها الطويلة التي تلتقط أثناءها الكثير من الاشياء في الفضاء منها الغازات المتكونة في المجموعة الشمسية والغبار وعند التقاط الصور يمكن لها ان تعرفنا عن بعض مكونات الفضاء.
ولفت الى أنه لا يمكن تحديد عمر هذا المذنب لكنه يمر كل 400 سنة قرب الشمس، متوقعا أن تكون المسافة التي سيقترب منها للشمس سببا في انتهائه او انفجاره.
وبيّن، في هذا السياق، أن المذنب الاخضر قد تعرض في 1 سبتمبر الجاري بعد اكتشافه الى عاصفة شمسية حدت من قوة لمعانه، مشيرا الى ان العلماء توقعوا في البداية بعد اكتشافه أن تقع رؤيته بالعين المجردة بسبب لمعانه لكن اللمعان تراجع بسبب العاصفة الشمسية التي تعرض لها.

لم يتم اكتشافه إلا منذ شهر فقط لمع في السماء معلنا عن عودته إلى المجموعة الشمسية بعد غياب نحو 4 قرون في الفضاء الفسيح، عاد محملا بالثلوج من أقصى الفضاء ليمر في المسافة بين الأرض والشمس محدثا تأثير غريب .. فما هي حكاية المذنب نيشيمورا حامل الثلج؟

لم يعرف العلماء حتى الآن الحجم الدقيق لهذا الجسم الصغري الجليدي القادم من الفضاء بعد غياب طويل لم يفسره العلماء بعد.

من جهته أكد الباحث في مركز الأبحاث العلمية بمرصد باريس نيكولا بيفر  أن آخر مرور للمذنب نيشيمورا قرب الشمس كان منذ نحو 4 قرون، لافتًا إلى أن له مدار طويل الأمد فيما يعود آخر مرور له قرب الشمس بالتحديد إلى 437 عاماً”.

وأشار إلى أنه بالبحث في المحفوظات الفلكية، لم يُعثر على أي أثر لآخر مرور لهذا الزائر الجليدي القادم بعد غياب طويل جدًا.

وبحسب عالم الفيزياء الفلكية، فإنه عندما تقترب المذنبات وهي الأجرام السماوية التي تأتي من المناطق الباردة في النظام الشمسي، إلى الشمس، يذوب الجليد الموجود عليها، وبالتالي يطلق خلفه أثناء حركته في الفضاء ذيلاً طويلاً من الغبار يعكس ضوء الشمس، وبالتالي يسهل رؤيته عن طريق التلسكوب العادي عند النظر إلى السماء قبل شروق الشمس، باتجاه الشمال الشرقي.

وحدد العلماء موعد أقرب نقطة سيمر المذنب نيشيمورا، فيها للشمس وهو يوم 17 سبتمبر، وسيكون على بعد 33 مليون كيلومتر ، فيما سيكون على بعد 125 مليون كيلومتر من الأرض.

وأكد العلماء أن لون ذيل المذنب القادم بعيد سيكون مائلاً إلى الأخضر، بسبب احتوائه على غازات أكثر من الغبار.